دولي
زلزال الصين يحصد أكثر من 32 ألف قتيل
عمليات البحث عن الناجين مستمرة رغم تضاؤل فرص العثور على أحياء (الفرنسية)
قالت الصين إن الأرقام المؤكدة حتى الآن لعدد القتلى في أسوأ زلزال يهز الصين منذ عقود زاد عن 32 ألف قتيل.
وقالت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا) إن عدد القتلى بلغ 32477، وأضافت أن عدد الجرحى ارتفع إلى 220109 أشخاص.
وتقول الحكومة إنها تتوقع أن يتجاوز عدد قتلى زلزال الاثنين المدمر في إقليم سيشوان الـ50 ألف قتيل.
ويقول مسؤولون محليون في سيشوان إن أكثر من عشرة آلاف و600 شخص لا يزالون تحت الأنقاض بعد أسبوع من الزلزال الذي دمر عشرات آلاف المباني في الإقليم وبلغت قوته 7.9 درجات على مقياس ريختر.
وقد تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال ناجين أمضوا أكثر من 139 ساعة تحت الأنقاض، بينما لا يزال سوء الأحوال الجوية يعيق عمليات الإغاثة، رغم استمرار وصول المساعدات الخارجية.
واستطاع عمال الإنقاذ استخراج أحد الناجين من بين أنقاض مستشفى منهار في منطقة بيشاوان في الجزء الشمالي من إقليم سيشوان الأكثر تضررا بالزلزال، وعثر على ناج آخر تحت أنقاض مبنى في نفس المنطقة، ليرتفع إجمالي من تم استخراجهم أحياء من تحت الأنقاض إلى 62 شخصا بينهم 56 على الأقل في منطقة ينغشو القريبة.
هزة ارتدادية
إحدى الناجيات التي دفنت تحت الأنقاض 124 ساعة قبل أن يتم إنقاذها (رويترز)
من ناحية أخرى ضربت الصين هزة ارتدادية جديدة بلغت قوتها 6.1 درجات وتركزت على بعد 80 كلم غربي منطقة جوانغيوان.
وأدت إلى اهتزاز المباني في مدينة شينغدو عاصمة إقليم سينشوان التي تبعد نحو 200 كلم جنوب مركز الهزة الجديدة، مما أدى إلى فزع السكان وهروبهم إلى الشوارع غير عابئين بالأمطار الغزيرة.
من جهتها نقلت شينخوا عن مسؤولين قولهم إن جميع المنشآت النووية في المنطقة التي أصابتها الهزة الجديدة بأمان وتحت السيطرة بما فيها المختبرات الرئيسية لأبحاث الأسلحة النووية.
مخاطر متفرقة
من ناحية ثانية يواجه عمال الإغاثة والفرق الطبية صعوبات متنوعة تضاعف من احتمالية ارتفاع عدد الضحايا، من بينها مشكلة السدود التي شكلها الزلزال بعدما أعاقت الصخور وانزلاقات التربة مجرى بعض الأنهار، واحتمالية فيضانها.
وبينما يستبعد المسؤولون حدوث فيضانات في هذه السدود نتيجة انخفاض مستوى مياه الأنهار وتحويل مجرى بعضها، إلا أن آلاف السكان غادروا منطقة بيشوان وسط مخاوف من انهيار أحد هذه السدود، مما أعاق جهود الإغاثة فيها.
الزلزال المدمر أباد بلدات ومدنا كاملة (الفرنسية)
ورغم أن مياه الأمطار تشكل مصدر إعاقة لجهود الإغاثة وتهديدا للسدود، فإن مواطنين آخرين يعانون من عدم وجود مياه للشرب، حيث بات المسؤولون قلقون من كيفية تزويد ملايين الأشخاص الذين يعيشون في البلدات المدمرة ومخيمات الإغاثة بمياه الشرب.
ويشير مسؤولون إلى أن المياه الملوثة والجراثيم التي تنقلها الأطعمة والفيروسات هي التهديد الرئيسي للصحة العامة في مخيمات إغاثة الناجين التي تفتقر إلى المرافق الرئيسية مثل أفران الطهي والمراحيض.
ويخشى الأطباء انتشار الأمراض المعدية، رغم تأكيدهم خلو "مدن الخيام" التي تشكلت بعد الكارثة من هذه الأمراض.
مساعدات دولية
من جهة أخرى أعلنت الصين أن طائرة عسكرية أميركية وصلت إلى مدينة شينغدو أمس محملة بنحو 1.6 مليون دولار من مواد الإغاثة كالطعام ومياه الشرب والأغطية ومولدات الطاقة.
ونقلت وكالة أنباء الصين عن مجلس الوزراء قوله إن هذه أول مساعدة إنسانية تقدمها قوات عسكرية أجنبية إلى الصين.
يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه أكثر من مائتي رجل إنقاذ من اليابان وروسيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة المشاركة في عمليات الإنقاذ إلى جانب آلاف الجنود الصينيين، في حين تخطت التبرعات النقدية والعينية حاجز الـ 850 مليون دولار كان سدسها من تبرعات أجنبية.